لا تزال الوعود تتجدد والميزانيات تُرفع كل عام من وزارة الصحة لإنشاء مستشفى يخدم أهالي محافظة بارق التابعة لمنطقة عسير، ومع هذه الوعود بدأت آمال أهالي بارق تتلاشى أمام حلم طال انتظاره.
ومع تصريحات صحة عسير كل عام بأن مستشفى بارق من ضمن الميزانية في العام المقبل لا يزال أهالي بارق ينتظرون التحرك الفعلي لوزارة الصحة وبناء مستشفى يضمن تقديم الخدمات الصحية لأكثر من 100 ألف شخص من أبناء المنطقة من بينهم كبار سن وأطفال وأمهات حوامل ومصابي حوادث جميعهم وضعهم لا يحتمل الذهاب إلى مستشفيات المحافظات المجاورة التي تبعد 30 – 50 كيلو.
“عين اليوم” طرحت القضية واستمعت لأهالي المنطقة الذين اعتبروا أن معاناتهم هذه متوارثة منذ عهد آبائهم وأجدادهم الذين عانوا قبلهم حتى وفاتهم، كما حصلت “عين اليوم” على تفاعل من مصادر في الهلال الأحمر الذين أكدوا صعوبة عملهم وتدهور الحالات المصابة التي يسعفونها؛ بسبب عدم وجود مستشفى رئيسي في المنطقة مما يجعلهم يضطرون لنقل المصابين لمستشفيات تبعد مسافة 30 كيلو عن بارق.
* أهالي بارق: لا يخدمنا غير المراكز الصحية المسائية:
وأشار عبدالله البارقي إلى أنهم من حقهم كمواطنين أن يطالبون بتوفر الخدمات الصحية في منطقتهم، وذلك بعد أن بات مستشفى بارق كالحلم لهم.
وأكد آخر أن جميع محافظات عسير بها مستشفيات تخدمها ما عدا بارق فلا تخدمها غير المراكز الصحية التي لا تتوفر فيها جميع التخصصات، إضافة إلى أن غالب هذه المراكز ينتهي دوامها مساء ماعدا مركزًا صحيًا واحدًا في وسط المحافظة خُصص لاستقبال الحالات الطارئة.
وأوضح أحمد عمر أن أقرب مستشفى يخدم أهالي بارق يبعد عنهم 30 إلى 50 كيلو في محافظة المجاردة أو محايل، وأضاف أن هناك عددًا كبيرًا من السيدات الحوامل في المحافظة يضعن حملهن قبل الوصول لمستشفيات المحافظات المجاورة بحكم أنه لا يوجد مستشفى للولادة في بارق.
وقال آخرون من أهالي المنطقة إن صحة عسير تعدهم كل عام بأنه مع ميزانية العام المقبل سيكون المستشفى من الأولويات، متسائلين بذلك إلى متى ستستمر هذه الوعود بتخصيص ميزانية لبناء مستشفى يخدم أبناء ومرضى المنطقة الذين يغتال مرضاهم الموت أحيانًا قبل أن يصلوا إلى مستشفيات المحافظات المجاورة.
كوادر صحية وإدارية تم تعيينها في مستشفى لم ير النور:
وقد حصلت “عين اليوم” على وثائق تفيد بوجود أسماء كوادر صحية وإدارية تم تعيينها في مركز تشخيص وولادة ببارق، والذي هو غير موجود على أرض الواقع، وهذا ما دفع العديد من أهالي المنطقة ومن بعض العاملين في قطاع الهلال الأحمر إلى التساؤل عن كيفية وجود أسماء لكوادر تعمل في مستشفى غير موجود، هذا ما جعلهم يعودون بالذاكرة إلى قبل سنوات حين أعلنت مديرية الشؤون الصحية عن عدد من الوظائف في مستشفيات مختلفة من بينها كانت وظائف في مستشفيين ببارق.
* تردّي أوضاع “الحالات الخطيرة” مع نقلهم لمستشفيات المحافظات المجاورة:
عدد من العاملين في الهلال الأحمر أكدوا أن نسبة الإصابات والحوادث التي تتم مباشرتها في محافظة بارق خلال الشهر تصل لأكثر من 20 – 30 إصابة من بينها متوسطة إلى خطيرة ومن بينها وفاة، حيث تكون على طريق بارق – محايل والذي سمي بـ(طريق الموت).
وأوضح مصدر في الهلال الأحمر أن الحالات الخطيرة التي تكون في محافظة بارق يتم نقلها مباشرة إلى مستشفيات المحافظات المجاورة بمسافة تصل إلى 50 كيلو، حيث إن هذه المسافات الطويلة التي يقطعها المسعفون لعدم وجود مستشفى في المنطقة تكون سببًا في تردي حالة المصاب أو وفاته؛ مما يدفع هؤلاء المسعفين إلى نقل المصاب بسرعة عالية تصل إلى 160، حيث قد تؤثر بذلك على سلامة المسعف من أجل إنقاذ حياة المصاب.
* صحة عسير: مركز ولادة بارق تغير مسماه إلى مركز الرعاية الصحية الأولية:
فيما أوضح الناطق الإعلامي بصحة عسير سعيد بن عبدالله النقير لـ”عين اليوم” أنه بخصوص ما ذكر حول مركز تشخيص وولادة في بارق وعدم وجوده على أرض الواقع وإنما على الورق، فقد وردت صورة خطاب رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، بعد التحقق من خلفيات ما أثير في الوسط الإعلامي حيال هذا الموضوع حيث تأكد للهيئة من خلال نسخة الخطاب الذي تلقتها صحة المنطقة أن هذا المسمى كان موجودًا لعدة مراكز مماثلة في جميع مناطق المملكة في عام 1403هـ، ومن ذلك مركز بارق إلا أن وزارة الصحة قررت تغيير مسماه إلى مركز الرعاية الصحية الأولية ببارق، وتم إنشاء المبنى واعتماد تشكيلاته الوظيفية وهو يقدم خدماته للمواطنين حاليًا وبالتالي لا يوجد مستشفى قائم باسم مستشفى بارق.
وأضاف النقير بخصوص مطالب أهالي بارق بإنشاء مستشفى في محافظة بارق فنوضح للجميع أن مشروع مستشفى بارق بسعة 100 سرير على رأس أولويات المنطقة وهو مرفوع في ميزانية العام المالي المقبل، ونتطلع أن يعتمد في الميزانية المقبلة مع العلم بأن هذا المشروع تم الرفع به في عدد من الميزانيات السابقة ونتمنى أن يحظى بالموافقة قريبًا.