من حق المواطن أن ينشد التنمية في كل الأماكن التي كفلتها له الدولة ووفق الإمكانيات المتاحة والتي وبلا شك أدرجت من قبل الأجهزة الخدمية وكذلك الرقابية من خلال الشكاوى والمطالبات الحثيثة لإنسان تلك القرى المتناثرة وهنا نقصد مركز جمعة ربيعة التابعة لمحافظة بارق إلى الغرب كأخر نقطة لحدود منطقة عسير .
فعلى الرغم من وجود أغلب الخدمات الأساسية كالكهرباء والصحة إلا أن إنسانها ما يزال في فاقة إلى الكثير من الضروريات وعلى سبيل المثال لا الحصر مدارس التعليم الثانوي للبنات فالكثير منهم توقفت بها عجلة الدراسة عند المرحلة المتوسطة وأن أردت إكمال مشوارها فسيكون على كف ” القدر المجهول ” فقد تذهب إلى غير رجعة بسبب بعد المسافة لأقرب مدرسة ثانوية ” للبنات ” وكذلك صعوبة وجود وسائل النقل سوى تلك التي يوفرها الأب وبمبالغ طائلة ناهيك عن الطرق الوعرة التي تسلك للوصول لنيل التعلم !
حدثني أحد القاطنين هناك قد كسا الشيب مفرق رأسه وعارضيه التقيته في مناسبة عامة فقال وبنبرة ملؤها التفاؤل لماذا لا تنقلون معاناتنا للمسؤولين يا أستاذ لا تنقلون سوى الحقيقة ولا تجملون المكان كي لا يكون نفاقاً فولي أمرنا حريص على تلمس ما يحتاجه المواطن في أي مكان من هذه البلاد المباركة !
وقد كان محقاً فيما قال حفظ الله لنا خادم الحرمين فقد قال هاتفي مفتوح ومكتبي مفتوح ويستطيع من يريد الوصول إلي أن يكون له ذلك بكل يسر وسهولة .
اليوم إنسان ” جمعة ربيعة ” يريد تعليماً لابنته بلا مخاطر محفوفة ، وكذا يريد أن يرتوي من السد الذي خلفه ” حلي ” والذي لا يفصل بينهما سوى كيلو مترات معدودة بعيداً عن جالونات التحلية التي يجلبها صباح مساء من المجاردة أو بارق .
وكذا يريد وحدة للدفاع المدني تطفء حرائق المنازل المشتعلة والتي غالباً ما تباشر من الأهالي قبل وصول الفرق لبعد المسافة بين أقرب مركز للمدني وثمان قرى بتعداد سكاني تجاوز الـ 7 الآف نسمة .
يريد تطويراً لسوقه الأسبوعي والذي تفد له قبائل ذلك المركز وكذلك القبائل المجاورة فالحالي جرى تركيب ” مظلات ” من القماش به لا تفي بالغرض وبقيت أرضيته بلا سفلته ودون وجود للمرافق الضرورية والتي في مقدمتها على أقل تقدير ” دورات للمياه ” فإذا أراد قضاء حاجته مرتاد السوق فإلى أين يذهب !
أخيراً ربما لم نفي بمطالب ذلك الإنسان وبما يحقق أمنياته ، والتي حملتها تقاسيم الزمن والتجاعيد على محياه ولكنه يتوق لغداً جميل ، تشرق معه خيوط شمس التنمية والتطوير لمركز جمعة ربيعة طرقاً ومرافق حيوية تسهم في دفع العجلة وبخاصة أنها البوابة الغربية لمنطقة عسير باتجاه الجزء الغربي