تمت الزيارة الملكية لمصر على أتم وجه. رسائل كبيرة تضمنتها، من بينها العلاقات القوية بين السعودية ومصر. كما أن الاحترام بين القيادتين كان واضحا. الملك عبدالله بن عبدالعزيز يتأسف من الرئيس عبدالفتاح السيسي، لأنه لم ينزل له، والسيسي يقبل رأس الملك ويقول «بل شرفت مصر». اجتماع عالي المستوى بين الكبيرين. وأهل مصر يحتفلون بقدوم الملك إلى أرضهم العزيزة. حضور لسعود الفيصل ولبندر بن سلطان، ونقاش لكل الموضوعات المشتركة. ساعة تقريبا استمر النقاش واللقاء. كثيرون شعروا بالصدمة، قنوات صمتت عن الزيارة، صحف استغشت ثيابها وصمت آذانها، لأن هذه الزيارة كانت ضربة قوية لكل الأعداء والمتربصين، ولا تسل عن الصحف المناوئة في لبنان والعراق وإيران، فاللطم على أشده، والحقد ينبعث من بين السطور.
حضر أمين عام مجلس الأمن الوطني الأمير بندر بن سلطان، والذي يثير الجدل بحضوره وغيابه، وذلك لأنه رسول الملوك، لكنه لا يعير اهتماما للأقاويل. فهو حاضر دائما بالملفات التي يباشر العمل بها، ولا ينتظر من الإعلام مدحا، ولا من الصحف تغطية، اعتاد على العمل بالهدوء وبالصمت من دون ضجيج. وهو صاحب نظرية «كل شيء يمكن أن يتم بهدوء»، وحين استضفته في برنامج «إضاءات» ذات يوم قال بالحرف الواحد «للأسف نحن في العالم العربي يعتقدون أنك إذا لم تصيح وتصوت وتصرخ كثيرا فإنك لن تصل إلى الناس، وهذا غير صحيح». فهو معاد للشعارات القديمة والخشبية، وضد الأنظمة الشمولية العدوانية وأخذ على عاتقه صد خطرها عن السعودية. وهو محل ثقة الملوك خالد وفهد وعبدالله.
حضور الأمير سعود الفيصل أيضا الذي يحبه أهل مصر، وله شعبية قوية ولك أن تتابع برامج «Talk Show» مثل برنامج عمرو أديب، والذي دافع عن مصر بكل المحافل الدولية، وتعهد بتعويض الدعم الذي قد توقفه الولايات المتحدة؛ وذلك من خلال دول حليفة لمصر.
هذه الزيارة نواة لتعافي مصر اقتصاديا. فالأخطر بالنسبة لمصر: أن تتعافى اقتصاديا، وعليها أن تراهن على الحلفاء
رأس الملك .. وخلق الرئيس!
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.rabeanews.com/articles/3937.html