تأملات الواقع في تجسيد الوجود ، يفتح لنا الأفق البعيد في مفهوم الواقعية بالنسبة لحياتنا ، وقد نرى أن الواقع يشبه لوحة غير مكتملة، نضع عليها الأفكار والتجارب بمداد من حبر الوجود.
الحبر هنا ليس مجرد مادة نكتب بها، بل هو رمز لتجسيد تجربتنا الإنسانية، بلونها وشكلها الخاص، على نسيج الحياة.
تتخلل تجاربنا في الحياة فترات غير مألوفة، وتصبح جزءًا من واقعنا اليومي،وبطبيعتنا البشرية نحاول دائمًا فهم الحياة وتفسير ظاوهرها وطوارئها.
لو نظرنا للواقع كلوحة بيضاء، فإنه يشكل ما يملؤها، لكنه أيضًا يحمل إمكانية التحول والتغيير مع مرور الوقت، وقد تتغير معاني هذه الابجديات بتغير منظورنا الشخصي، وكأن الواقع هو الديمومة المؤقتة لتجاربنا التي تتغير مع تقدم الزمن وتطور نظرتنا إلى الأمور.
الأداة التي ننقل بها ما هو خاص وفردي إلى ما هو جماعي وإنساني تشبه الحبر الذي يدون الحكايات والتجارب والخبرات لتصبح جزءًا من ذاكرة أوسع ، فالواقع ليس تجربة فردية بحتة إنه محصلة تفاعلنا مع الآخرين وتجاربهم المتراكمة عبر الزمن. فكل حرف نكتبه بحبر الذاكرة يتحول إلى جزء من نسيج المجتمع، يساهم في صياغة الحقيقة الجماعية.
ختاما الواقع” ليس مجرد مجاز، بل هو دعوة إلى النظر بعمق إلى كيفية تفاعلنا مع العالم.
كل لحظة نعيشها هي نقطة من مختلفة، وكل تجربة نخوضها تضيف بعدًا جديدًا للوحة حياتنا. هذه اللوحة لن تكون مكتملة أبدًا، لكن كل نقطة من الواقع تفتح لنا آفاقًا جديدة، تأخذنا نحو مزيد من الإدراك للذات والكون من حولنا.
بقلم إبراهيم البارقي.