اختارت عجوز ثمانينية، تدعى “عائشة غزواني” أن تعيش بمفردها في جبل صماد بجازان، منعزلة عن العالم في غرفة حجرية متهالكة في “تلة جبل” وعر، لا تصل إليه السيارات ولا يشاهده المارة، تؤنسها في وحدتها بعض أغنام ترعاها، وبندقية تلوذ بها حين الخوف من سباع الجبل.
وتفصيلًا: عشقت العجوز الثمانينية حياة العزلة، بعدما رحل زوجها منذ أربعة عقود، ومات اثنان من أولادها، وعلى الرغم من محاولة أقاربها إقناعها بترك مكانها والعيش معهم، لكنها رفضت، وأصرت على العيش وحيدة في رؤوس الجبال بين السباع والأشجار والأحجار.
ولصعوبة تضاريس المنطقة التي تعيش فيها “عائشة”، ولأن الطريق إلى بيتها يستغرق ساعتين مشياً على الأقدام، فلم يتمكن أقاربها من توفير مسكّن لها في موقعها الحالي، ومع ذلك يقوم أحد أقربائها بشراء متطلباتها من المواد الغدائية وأعلاف المواشي ويدفع عليها أجرة لمن يوصلها إلى مسكنها.
ووفقًا لـ “سبق”، قال جابر الغزواني وكيل “عائشة” الشرعي وابن أخيها: “حاولنا مراراً إقناعها بترك مسكنها الحالي واصطحابها معنا في بيوتنا؛ لأن لها فضلاً علينا أيام شبابها، لكنها رفضت وقالت: “راحتي في مكاني”، وأوصتنا في حالة عجزها وعدم قدرتها على المشي، بحملها على الأكتاف.
وتفاعل مدير عام فرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بمنطقة جازان المهندس أحمد القنفذي مع قصة “عائشة”، وأكد أنه سيتم مباشرة الحالة من قبل فريق من الرعاية والضمان بفرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بالمنطقة للدراسة واقتراح كل المساعدات التي تضمن حياة كريمة للمسنة.
