أبلغ “الاقتصادية” مسؤول في اللجنة الوطنية لمنتجي الألبان، أن سوق الألبان محليا تشهد نموا عاليا في الطلب مقارنة بالأعوام الماضية، بنسبة سنوية قدرها بـ 12 في المائة.
وقال المهندس عبد العزيز البابطين، نائب رئيس اللجنة: إن تعثر مزارع الألبان الصغيرة ينذر بخروج ست شركات من أصل تسع تعمل في السوق، وهو ما استدعى تدخل وزارة الزراعة وصندوق التنمية الزراعية لإجراء دراسة نهوض لتلك الشركات.
وأضاف، أن موسم الصيف أسهم في رفع الطلب على الحليب بنسبة تراوح بين 10 و12 في المائة في جميع مناطق السعودية، في حين سجلت منطقة الرياض نسبة الطلب الأعلى.
وأرجع الارتفاع إلى أمور أبرزها ارتفاع وعي المستهلكين بأهمية الألبان الطبيعية والبعد عن المصنعة. مشيرا في هذا الصدد إلى تسجيل لبن الروب زيادة في الطلب بنسبة تراوح بين 8 و9 في المائة.
وذكر البابطين سببا آخر أدى إلى زيادة الطلب هو زيادة القوة الشرائية في العامين الماضيين تحديدا، “وذلك يعود إلى خطط الدولة الاستراتيجية الرامية إلى زيادة أعداد العاملين في القطاعين الخاص والعام ما انعكس على السلع الغذائية وفي مقدمتها الحليب”؛ وفقا لقوله.
وتابع، أن أغلب الشركات الكبرى رسمت لنفسها خططا طويلة وقصيرة المدى لزيادة إنتاجها، بالتزامن مع معدلات الزيادة المتوقعة سنويا، بعد اقتناعها بأن تحقيق أرباح تتناسب مع تكلفة الإنتاج يكون من خلال الاعتماد على “اقتصاديات الحجم الكبير”. وقال: “صناعة الألبان تتطلب جهدا وعناية دقيقة ومكثفة لمتابعة الإنتاج في جميع مراحله، منذ بدئه بمواد خام حتى توزيعه كمنتجات”.
وشدد على أن صناعة الألبان في المملكة “يفتخر بها الجميع لما وصلت إليه من مستوى عال ومتقدم على جميع الأصعدة، وهو ما جاء من خبرة 30 سنة في هذا المجال، وتم تطويرها من خلال منافسة شريفة بين الشركات العاملة في السوق”؛ كما قال البابطين.
وتابع: “الحكومة تدعم مدخلات الأعلاف لمنتجات الأعلاف، لكن الدعم يظل قليلا جدا مقارنة بالتكلفة الإجمالية للمنتج، ولا بد أن تُدعَم الصناعة في جميع المستويات خاصة المنتجين الصغار”.
وعن سبب تعثر عدة شركات عاملة في السوق، قال إنها لم تستوعب أهمية التحكم في التكاليف والاهتمام بالإدارة الجيدة للحصول على إنتاج عال؛ ما أثر في الإنتاج وصعوبة توزيع المنتجات.
وقال: “المستهلك يرغب في الحصول على منتج موجود في كل مكان وزمان، والشركات الصغيرة لا تستطيع تحقيق ذلك، ولم تنجح في توزيع منتجاتها على أكبر مساحة ممكنة لقلة الموارد المالية وقلة الموارد الطبيعية للألبان”.
وأشار إلى وجود دراسة يقوم بها صندوق التنمية الزراعية لدراسة تطوير منتجي الألبان من أصحاب المزارع الصغيرة، حيث يُنتظر أن ترى نتائج تلك الدراسة النور قريبا.